استهداف الميليشيات الإيرانية في البوكمال
يأتي هذا الهجوم بعد يومين من هجوم آخر حصل داخل إيران، وفي أصفهان بالتحديد؛ حيث تم تنفيذ هجوم باستخدام طائرات مسيرة على أحد المجمعات العسكرية التابعة لوزارة الدفاع في أصفهان مساء 28 كانون الثاني، ليقع انفجار في واحد من مراكز تصنيع الذخائر التابعة لوزارة الدفاع، ووفقاً ل”وول ستريت جورنال” نقلاً عن مسؤولين أميركيين وأشخاص مطلعين على الهجوم الأخير، فإن إسرائيل “نفذت ضربة بطائرة بدون طيار استهدفت مجمعاً دفاعياً في إيران، حيث تبحث الولايات المتحدة وإسرائيل عن طرق جديدة لاحتواء طموحات طهران النووية والعسكرية”.
يبدو أن هناك عدة سيناريوهات محتملة في تعامل إيران مع هذه الضربات الجوية:
أولا: الخيار الأقل ترجيحاً نظراً لكلفته الباهظة والظروف غير المواتية التي تمر بها إيران وهو التصعيد، بأن ترد إيران على هذه الضربات بشكل مباشر تحفظ فيه ماء وجهها عبر استهداف مواقع تابعة للتحالف الدولي في المنطقة وتحديداً في قاعدة العمر النفطية وقاعدة التنف في البادية السورية وهو ما حصل سابقاً عبر ميليشيات إيرانية،
ثانيا: التهدئة؛ وهو الخيار المعمول به عادة، بعدم الرد على الاستهداف، والمحافظة على الوضع الراهن، مع إعادة تموضع القوات الإيرانية في المنطقة، وبذل جهد أكبر في تغطية آثار تحركاتهم. وهذا الخيار مرجح خصوصاً في ظل تخلخل الوضع الداخلي بإيران.
ثالثاً: نقل مكان الرد إلى الجبهة الجنوبية عبر تصعيد الأحداث فيها بهدف عرقلة مسار التوافق السياسي بين تركيا والنظام السوري، خصوصاً مع استبعاد الإيرانيين من هذه العملية.